الأحد، 21 أكتوبر 2012

القاريء الصغير .. ماذا قدمنا له؟

القاريء الصغير .. ماذا قدمنا له؟




ماذا نقدم للقارئ الصغير؟
 وما واقع القراءة في صفوف الصغار؟؟
 أسئلة تحيلنا إلى مضمار الوعي القرائي لدى الأطفال وأهمية تنمية حب القراءة لديهم والدور المنوط بالأسرة والمدرسة على حد سواء، فهل يمكن أن تركن الأسرة في هذا الجانب وتذهب في اعتقادها بعيدا إلى أن الطفل في صغره لا يحتاج إلى المطالعة، بقدر احتياجه إلى الكتاب المدرسي، وإلى متى يبقى مفهوم المطالعة كنشاط ترفيهي فقط؟؟ وكيف لنا أن نقف في وجه ظاهرة العزوف عن القراءة وخلق جيل قارئ لم تصبه عدوى العزوف؟
الطفل هو أحد أهم شرائح المجتمع، بل هو اللبنة الأساسيّة التي يبنى عليها المجتمع، فحري بنا أن نغرس في نفسه حب المطالعة والقراءة واقتناء الكتاب، واستغلال أوقات الفراغ، وأن نكرّس لديه المبدأ الخالد { وخير جليس في الزّمان كتاب } .
وكون الطفل هو اللبنة الأساسية في البناء الاجتماعي فهو الذي سيقود العمليّة التثقيفية عندما يشب ويكبر على ثقافة ثرّة وقراءة وفيرة، فقد سئل فولتير مرّةً عمّن سيقود الجنس البشري ؟ أجاب : الذين يعرفون كيف يقرؤون ....!!

ويسعدنا أن نتناول جوانب هذه القضية المهمة والحساسة مع عدد من أصحاب الشأن من جميع الأطراف ذات العلاقة، حيث نستضيف كل من: سعادة الدكتور وليد محمد سليمان الشقحاء –رئيس قسم الصيدلة الاكليكي والأبحاث –استشاري علم الأدوية الاكليكي مستشفى قوى الأمن أستاذ مساعد الاكليكي كلية الصيدلة جامعة الملك سعود (ممثلاً لوجهة نظر ولي أمر الطالب)، والأستاذ راشد محمد الشعلان –مشرف تربوي وباحث في قراءات الأطفال ومدرب تربوي متخصص في فن تدريس القراءة وعلاج الضعف القرائي- ومؤلف كتاب "حب القراءة" (ممثلاً لوجهة نظر الباحث التربوي)، والأستاذ محمد عباس عبدالحميد خلف.
يستهل الأستاذ راشد الشعلان التحقيق بالإجابة عن التساؤل الرئيسي : هل مجتمعنا مجتمع قارئ ؟
أقول نعم ولكن إذا وجدت الأسباب التي تعين على القراءة وتشجع عليها !! إن القراءة كانت وما تزال من أهم وسائل نقل ثمرات العقل البشري لذلك فإن الأمم الحية المتيقظة تسعى إلى تشجيع العلم وتجعل مفتاح الحية ذلك كله تشجيع القراءة بمختلف الأساليب وتضع الخطط والبرامج والفعاليات المختلفة على مدار العالم حتى تضمن نشر القراءة الحرة بين كل الفئات.
ومن جانبه يتطرق الأستاذ محمد عباس كذلك إلى أهمية القراءة قائلاً: يكفي القراءة شرفا والكتب مكانة أنها وراء كل عظيم ورئيس في مكتبه حتى لو لم يكن قارئا فيها فترى خلف العظماء دواليب الكتب والمجلدات مرصوصة مصفوفة ويكفيها أنها يحرص عليه كثيرين من الأغنياء بعمل حجرة ودواليب مملوءة بالكتب كمظهر للرقي والحضارة والتباهي .. هل بعد ذلك شرف ؟
والشعراء والعلماء والنجباء والموهوبون ما صاروا كذلك إلا بالقراءة .. المعلم الثابت مكانة، الواثق من نفسه عملا هو المتمكن من مادته العلمية، المجدد من ثروته الثقافية.. المتطور مع كل حديث في القراءة والمعرفة. أما المعلم الذي اكتفى بما درسه في الجامعة .. فهو لا يزيد عن كونه طالبا نجيبا، أو قارئا للمنهج مستوعبا.
يكفي القراءة شرفا. وقدرا أنها أول أمر إلهي جاء به الوحي الأمين للنبي الأمي، خاتم الأنبياء والمرسلين(اقرأ..) لم يقل صل، اركع،اسجد،كل..اشرب.. لكن قال تعالى في أول آية أنزلها على نبيه الخاتم (اقرأ) وهذا برهان لايقبل جدلا في أن القراءة هي قبل كل شيء أهمية وقيمة في الحياة. ولهذا فهي مصدر لكل ثقافة، وبها سمي القرآن كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم- المكتوب في المصاحف-والقراءة منه. في التنزيل العزيز(فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) أي قراءته.
ولكن ما الحال اليوم؟
القراءة أكثر الأشياء ربحا في الدنيا والآخرة.
يكفي أنك في نصف ساعة تقرأ جزء من القرآن الكريم فتنال عدد حروفه حسنات، والجزء به أكثر من عشرة آلاف حرف.
أيهما أكسب وأعظم لك أن تشاهد مسرحية أو فيلما تلفزيونيا في ساعتين أو تقرأ أربعة أجزاء من القرآن في كل حرف حسنه. والله يضاعف لمن يشاء
اقرأ .. ثم اقرأ ..ومن كل علم وفن اقرأ.. وإذا لم تقرأ فقد خسرت كثيرا .. وضاع من عمرك وقتا هباء .
ويسترسل الأستاذ محمد عباس مستذكراً أحد نوابغ الأدب العربي قائلاً:
الأستاذ / عباس محمود العقاد – رحمة الله – كان ما أشد مدمني القراءة، فصار من أكثر الناس عطاء للثقافة والمعرفة – سئل يوما: لماذا هويت القراءة ؟
قال هويت القراءة لأني أريد أن أعيش مائة حياة .. ألف .. أو أكثر من السنين ،لكن هذا مستحيل ، فاهتديت إلى تحقيق هذه الأمنية.. وهو القراءة فأنا أعيش منذ ماقبل الإسلام حتى اليوم ..أنا أعيش مع النبي –صلى الله علية وسلم وأعيش مع أصحابه –رضوان الله عليهم، فعرفت كل دقائق حياتهم، وكريم صفاتهم.
وظهر ذلك في العبقريات ،وهكذا أعيش طوال العصور بقراءتي عنها .
القراءة حياة تضاف إلى حياة الإنسان، إن لم تقرأ فلست حيا، وقال (إن كتابا أقرأه أحب إلى من امرأة أتزوجها ).
نموذج كان محبا للقراءة منذ سنوات عمرة الأولى وهو في المرحلة الابتدائية حتى أنة لم يدخل بعدها مدارس أو جامعات, لكنه بالقراءة سبق كل الأدباء والعلماء.
ويمسك الدكتور الشحقاء بطرف الحديث منوهاً إلى وجوب تهيئة البيئة المناسبة للطفل والطالب بشكل عام حتى يصبح محباً للقراءة مع أهمية أن يكون لديه تقبل واستعداد فطري ونفسي للقراءة، وقد سرد الدكتور وليد عدة وسائل وأساليب لترغيب الطفل في القراءة ومنها:
1. توفير الكتب المفيدة التي تناسب أعمار الكل واحد منهم ورغبتهم وميولهم.
2. إيجاد مكان خاص و ملائم من حيث الإضاءة والهدوء في المنزل ليساعدهم على التعلق بالكتب والقراءة .
3. زيارة المكتبات الخاصة لانتقاء الكتب بأنفسهم مما يغرس في نفوسهم الثقة في اختيارهم وبناء شخصيتهم .
4. تشجيعهم على زيارة المكتبات العامة و المدرسية والتفاعل مع أنشطة المكتبات المدرسية .
5. إيجاد الحوافز المادية والمعنوية لمن ينتهي من قراءة كتاب مع تلخيصه .
6. فتح قنوات للنقاش الأسرى الجماعي في إجازة آخر الأسبوع- لجمع أفراد الأسرة ، كلا يعرض تجربته مع الكتب التي قرأها.
ويتفق الأستاذ الشعلان مع رأي الدكتور وليد، ويزيد عليه بتفصيل أكبر حول أساليب زرع حب القراءة فيذكر ما يلي:
1. القراءة الجهرية للطلاب وذلك من قصص مشوقة ومقالات جذابة ممتعة كلما وجد المعلم فرصة يقرأ المعلم على طلابه بطريقة مشوقة يمثل فيها المعنى ويتفاعل مع النص.
2. إنشاء مكتبة في الفصل يتوفر فيها مجموعة مشوقة ومناسبة من مواد القراءة التي تناسب الطلاب وتلبي حاجاتهم ويمكن للمعلم أن يجعل لها نظاما خاصا بحيث يشارك الطلاب في إدارتها وتزويدها بالكتب و الاستعارة منها وهكذا...
3. مكتبة المدرسة، وعلى المعلم أن يكثر مع طلابه من التردد على المكتبة وأن يتخير منها ما يصلح للطلاب !! ويغري الطلاب بقراءتها ويمكن له مثلا أن يقرأ لهم جزء من قصة ويقول لهم إن تكملتها موجودة في قصة بعنوان كذا وكذا وهي موجودة في المكتبة.
4. تشجيع كل طالب على أن يجعل لنفسه سجلا بالقصص والكتب والمقالات وإبداء الرأي حولها كما يمكن أن يقيم المعلم مسابقة بعنوان (أفضل المختارات ) بحيث يجمع الطالب في سجل خاص أفضل ما قرأ ( من الشعر – الحكمة – الأمثال ) ويتم تكريم الطلاب المتميزين في هذه المختارات.
5. انتهاز الفرص واستثمارها لتوجيه الانتباه إلى مراجع الكتب التي تتصل بموضوع الدرس فالدروس التي تثير حب الاطلاع وتنمي اهتمام الطالب إلي حد يدفعه إلى التهافت على إشباع ميوله عن طريق القراءة المستقلة .
6. تقديم الكتب للطلاب بطريقة غير مباشرة وذلك بأن يقوم المعلم أثناء غرضه لدرسه بالإشارة إلى شخصيات ذكرت في كتاب ما أو لمواقف مشابهة في كتاب آخر.
7. يمكن للمعلم بأن يتعرف على هويات طلابه وبعد ذلك يطلب المعلم من كل طالب أن يقرأ موضوعا له صلة بهوايته ومن ثم يناقشه المعلم أم زملائه وهذا الأسلوب يفيد كثيرا في المرحلة الثانوية.
8. استثمار إذاعة المدرسة لتقديم بعض الأنشطة القرائيه مثل برنامج ( قرأت لكم ) ويمكن ذكر عناوين لكتب جيدة وقصص مشوقة وإثارة الطلاب لقرائتها.
9. إنشاء نادٍ للقراءة في كل مدرسة وإغراء الطلاب للتسجيل فيه وأن يفتح أبوابه في اوقات محددة في الصباح والمساء ويهدف لنشر عادة القراءة الحرة بين الطلاب وتكون له برامج وفعاليات ثم المسابقات، المعارض، النشرات، التعريف بالكتب.
10. عمل لوحات حائطية جذابة يعلن فيها عن الكتب بشكل يعزي لقراءتها . أو عن طريق وضع الكتب في دولاب زجاجي في الممرات ويعرض بطريقة جذابة .
11. إقامة المعارض التجارية داخل المدرسة بمشاركة المكتبات التجارية ودور النشر والمجلات والهادفة وتقديم الخصم المناسب علي جميع محتويات المعرض .
12. استثمار الرحلات في دعم القراءة وذلك بمطالبة الطلاب الراغبين في الاشتراك في رحلة ما بالقراءة عن المكان الذي ستتم زيارته وتقديم الجوائز المناسبة عن هذه القراءات ,...
وفي الختام هذا الإجابة فإني أقول أن أكبر حافز على تنمية ميول الطلاب نحو القراءة الحرة هو حماسة المعلم للقراءة وحبه له!!!
ويشير الدكتور الشحقاء بصفته ولي أمر طالب إلى الدور المهم الذي تلعبه مكتبة الطفل في إثراء ثقافة الطفل وصياغة شخصيته، وأنه لابد من تشجيع الأطفال على زيارة هذه المكتبات ومتابعة كل جديد فيها، كما لا ينفي مسؤولية المنزل في إنماء حب القراءة، ويتفق تماماً مع من يطالب بوجود مكتبة خاصة داخل المنزل من الأمور الأساسية في نمو وتطوير مهارات القراءة لدى الأطفال - ودليل على زيادة الوعي لدى المجتمع بأهمية الكتاب كخير جليس –ووجود المكتبة الخاصة داخل المنزل لها دور إيجابي على أبنائي من خلال تنظيم أوقاتهم بين القراءة الحرة ومراجعة مناهجهم الدراسية في مكان خاص مهيأ.
وتعليقاً على قول بعض المختصين في إن صعوبة المناهج أدت إلى ترك الطلاب للقراءة يقول الأستاذ الشعلان: هذا الكلام فيه نسبة كبيرة من الصحة فالمقررات الدراسية وكثرتها وزيادة حملها وإجبار الطلاب على قراءتها نفر الطلاب من القراءة الحرة، حتى أن بعض الطلاب عندما يرى الكتاب أي كتاب فإنه يتذكر المدرسة!!
تلك المدرسة التي لا يحبها ولا يحب البقاء فيها لا سيّما أن كثير من الكتب الدراسية هي كتب للحفظ ولا تشجيع على البحث وحب القراءة حتى أن كتب القراءة في المرحلة الثانوية مثلاً هي كتب غير محببة للطلاب وقد قمت بإجراء دراسة استطلاعية عن أسباب عزوف الطلاب في المرحلة الثانوية عن القراءة الحرة فجاء في نتائج الدراسة أن كتاب القراءة المدرسي سبب من أسباب عزوف الطلاب عن القراءة . فموضوعاته لا تتناسب ولا تلبي ميولهم ولأتشبع حاجاتهم ، واختيار موضوعاته لا يكون وفق معايير ، مبنية على دراسات وكل ما في الأمر أن اختيار موضوعاته نباءً على الاجتهادات الفردية !!
ويمكن لك أن تقول هذا الكلام على جميع كتب القراءة المدرسية . وإن كان تحسين كبير في المقررات الجديدة وهو يبشر بخير للسنوات القادمة بإذن الله.
ويرفض الأستاذ محمد عباس قبول هذا القول واصفاً إياه أنه: لا صدق فيه ، فالمقررات قد صيغت بأسلوب ومادة علمية متنوعة حسب المستوي التعليمي للطالب .. وحسب إمكاناته وقدراته العقلية ثم إن المقررات كباقة من الورود المتنوعة ، والزهور المتفتحة دون مجاملة ولا مغالاة ين الكتب الدراسية من درس في التفسير إلى موضوع في القراءة ، إلى صفحات من تاريخ الوطن والعالم .. إلى كتاب الجغرافيا، إلى درس في الأدب، إلى قصيدة شعرية، أو فكرة وحقيقة علمية.
أي تنوع أجمل من هذا ؟ أي تشكيل جمالي أبرع من اختيار المقررات على هذه الصورة ؟
يقولون هذا تمسكا بالمقولة المرفوضة ( كل مفروض مرفوض). فليست المقررات سببا في انعدام هواية القراءة .. ليست سببا في كمها ولا كيفها ..
إن الطلاب مستعدون للقراءة الإضافية بجانب المناهج المقررة فمنذ أربع سنوات أقيمت مسابقة في القراءة الحرة . في إحدى مدارس الرياض ( خمسمائة كتاب في أسبوع ) للصفوف المتوسطة والثانوية . ورصدت لها مائة جائزة مادية . فكان عدد المشتركين في الدورة الأولى أكثر من ثلاث مائة طالب .. دون تحديد لأسماء كتب .. ترك الخيار للطلاب .. يقرأ الكتاب الذي يعجبه ، ويكتب تقريرا عنه وتلخيصا لمحتواه .
ويواصل الأستاذ الشعلان حديثه معلّقاً على المقولة الشهيرة " نحن قوم لانقرأ " ، وكونها حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها ومن أنه في الوقت ذا ته هناك من يقول إنه لا يمكن إغفال أسباب أخرى تحد من التشجيع على القراءة ومنها ارتفاع أسعار الكتب، والرقابة ودخول الفضائيات فيقول:
هجران الكتب والقراءة أمر يدركه التربيون والمثقفون وهو أمر ملفت للنظر وظاهرة لا تحتاج إلى إثبات وأنا أقول حتى الأكاديميون كثير منهم لايقرأ ! وكذلك أصحاب الشهادات العليا!
وهجران القراءة والعزوف عنها له أسباب كثيرة وما ذكرت من ضمن الأسباب المؤثرة لهذا الهجران ولكن من المسئول عنه أنا استطع أن أعطيك حلا نظريا لهذه المشكلة ولكنة لن يفيد إن ما ذكرت من أسباب يتعلق بجهات فيها الشيء الكثير من البيروقراطية واللبيب بالإشارة يفهم!!
ومن جهته يقف الأستاذ محمد عباس مجدداً موقف المعارض مع من يقول أن الإعلام والقنوات الفضائية والإنترنت طغت على الوقت، وصارت استهلاكا كبيرا للزمن فلا وقت للقراءة فيقول: من قال لك لا تقرأ الكتب على الإنترنت، من قال لك لا تتصفح مواقع الثقافة والدين والفن والأدب والتربية على الشبكة الواسعة.
كل كتب الفقه والتفسير والحديث والنحو والأدب والبلاغة والعلوم الإنسانية كلها موجودة طوع أمرك عليها بل أن الأقراص الممغنطة اليوم تشتري الواحد بخمسة ريالات فيه خمسين كتاب.
هذا عذر مردود وهذا كما يقولون (حجة البليد).
وعودة إلى الجانب الأبوي حيث نعرج إلى الحديث عن مدى الجدوى المرجوة من قراءة الطفل للقصص والروايات كمدخل مهم لتعويده على القراءة وترغيبه فيها فلا يرفض الدكتور الشقحاء هذا التوجّه قائلاً:لا أرى مانع بتداول القصص والروايات المفيدة وان كانت خيالية ذات أهداف سامية –مع أن في قصص الصحابة والسيرة الرسول صلي الله علية وسلم من الفوائد والفوائد الكثيرة.
ويشدد الكتور وليد على أهمية وجود القدوة في هذا المجال: فعملية الإقتداء أسلوب من أساليب التربية المتبعة في تربية الأبناء، وممارسة الأب للقراءة لها تأثيرها الفعال في غرس حب القراءة لدى الأطفال ،ومشاركة الآباء للأبناء في الأختيار والمناقشة والقراءة يؤدي إلى تعلق الأبناء بالكتب ،وتجربتي مع أبنائي تؤكد ذلك حيث أن تواجدي بين أبنائي خلال مطالعتهم للكتب تضيف نوعا من الجدية والتنافس بينهم في القراءة .
ويختتم الأستاذ الشعلان التحقيق متحدثاً عن توفير الدول المتقدمة مكتبات ومراكز ثقافية في كل حي مما يكون لها أبلغ الأثر على القراءة والحرص عليها بشكل أكبر مما هو موجود في الدول التي لا توفرها، ويجيب على تساؤل عن مدى اعتقاده أن قلة المكتبات يمثل عذرا أو مبررا كافيا لإحجام وعزوف الناس عن القراءة فيقول:
أن الدول المتقدمة عندما تقوم بإنشاء المكتبات العامة ودعمها وإنشاء المراكز الثقافية ودعمها أيضا لجميع الإمكانات المادية والبشرية فهي تسعى للتقدم والرقي بالعقل البشري الذي سيقوم لها المخترعات والإنجازات الهائلة وهذه الدول تعرف أن القراءة تسمو بالمرء والمجتمعات إلى أرقى درجات العلم والمعرفة الثقافة، كذلك كانت الشعوب النامية شعوبا مسكنيه لأنها لا تقرأ ولأنها تصبح عالة على الدول التي تهتم بالقراءة والتشجيع عليها.
وهناك من الدول النامية من فطن لهذا مثل جمهورية مصر التي أقامت (مهرجان القراءة للجميع ) الذي يهدف إلى نشر عادة القراءة بين جميع الفئات وحقق مكاسب كبيرة بالرغم من قلة الإمكانات المادية عندهم .
ونحن والحمد لله في البلد المعطاء توجد جميع الإمكانات المادية والبشرية المتخصصة ولكن لازالت من مثل هذه المشاريع القرائية غائبة عنها فلا جهود واضحة في هذا المجال لدى الجهات ذات العلاقة : وزارة الثقافة والإعلام، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وزارة التربية والتعليم، التعليم العالي .
وإن كانت وزارة التربية تقدم مشروع القراءة للجميع وتخطط له وتطالب إدارات التعليم بتنفيذه.إلا أن بعض إدارات التربية والتعليم قد لا تعطيه الجدية الكافية ولا تساهم في نجاحه بل لا أخفيك إلى أنه قد تكون هناك بعض القيادات التربوية في إدارات التربية والتعليم غير متحمسة لمشروع مثل هذا . بل قد تقول هذه القيادات : يكفي أن الطلاب يقرؤون دروسهم في الفصل !!
ولذلك أنا أوصي الوزارة بأن تخصص ميزانية لهذا المشروع في جميع إدارات التربية والتعليم بالمملكة مع خطة المشروع وتتابع تنفيذه في إدارات التربية في ظل وجود نظام للحاسبية.
المصدر:
http://informatics.gov.sa/details.php?id=125

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معرض الصور

صورة خارجية للمكتبة قاعة المطالعة كل وسائل المطالعة متوفرة أكثر من 6000 عنوان  قاعة محاضرات  ttttt  ttttt  قاعة اعلام آلي  ويبقي الكتاب هو الأساس